حين دخل المثقف الماركسي، ميدان النضال السياسي، عاش توتراً وغربة بسبب انتمائه إلى طبقة ينبذها الفكر الذي يحمله، ويسميها البرجوازية الصغيرة، ويصفها بأنها ضيقة الأفق وقلقة ومتذبذبة ولديها استعداد أصيل للخيانة، ويعتبرها مصدراً للأمراض السياسية. التنافر بين موقعه الطبقي المستحكم الذي لا يستطيع، أو لا يريد، الخروج منه، وبين صورة هذا الموقع الطبقي في الفكر الذي يؤمن به، كان يولد فيه اغتراباً وشعوراً بالنقص لا يمكن تجاوزه. إنه ينتمي إلى … لقراءة المزيد
لم يكن يرد تحيتي الصباحية وأنا في طريقي إلى المدرسة بمريولي الخاكي، بينما هو يقف أمام بيته ناظراً بثبات إلى مكان بعيد، عاقداً يديه أمام صدره باسترخاء، فيبدو بشاربيه المميزين المعقوفين إلى الأعلى، رجلاً مطمئناً إلى سيطرته على كل ما يحيط به. لم أكف عن رميه بتحيات لا تصل. كانت تحيتي ضعيفة فلا تصل إلى سمعه، وكان نظره أعلى بكثير من قامتي الصغيرة فلا يراني، لكني كنت … لقراءة المزيد
يقول أحد شباب الثورة السودانية، تعقيباً على اتفاق تقاسم السلطة (وثيقة الاتفاق السياسي) الذي جرى توقيعه مؤخراً (17 تموز/يوليو 2019): “من الناحية العاطفية أنا ضد هذا الاتفاق بالكامل، ولكني معه من الناحية المنطقية”.
من الناحية العاطفية ليس من السهل قبول التشارك بالسلطة مع المجلس العسكري الذي غدر بالسودانيين المعتصمين وساهم في قتلهم واغتصابهم والتنكيل بهم، ثم تراجع عن اتفاق سابق مع قوى الحرية والتغيير. ولكن من الناحية المنطقية يبدو أن … لقراءة المزيد
في الخامس من تموز توصل تحالف قوى التغيير والحرية في السودان إلى اتفاق مع المجلس العسكري بشأن تشكيل المجلس السيادي، وكان هذا الاتفاق خطوة أولى على طريق طويل غايته تحرير السلطة السياسية من قبضة العسكريين. يعكس الاتفاق توازن قوة بين الحركة الشعبية والمجلس العسكري، ناجم عن … لقراءة المزيد