حين دخل المثقف الماركسي، ميدان النضال السياسي، عاش توتراً وغربة بسبب انتمائه إلى طبقة ينبذها الفكر الذي يحمله، ويسميها البرجوازية الصغيرة، ويصفها بأنها ضيقة الأفق وقلقة ومتذبذبة ولديها استعداد أصيل للخيانة، ويعتبرها مصدراً للأمراض السياسية. التنافر بين موقعه الطبقي المستحكم الذي لا يستطيع، أو لا يريد، الخروج منه، وبين صورة هذا الموقع الطبقي في الفكر الذي يؤمن به، كان يولد فيه اغتراباً وشعوراً بالنقص لا يمكن تجاوزه. إنه ينتمي إلى … لقراءة المزيد
لم يكن يرد تحيتي الصباحية وأنا في طريقي إلى المدرسة بمريولي الخاكي، بينما هو يقف أمام بيته ناظراً بثبات إلى مكان بعيد، عاقداً يديه أمام صدره باسترخاء، فيبدو بشاربيه المميزين المعقوفين إلى الأعلى، رجلاً مطمئناً إلى سيطرته على كل ما يحيط به. لم أكف عن رميه بتحيات لا تصل. كانت تحيتي ضعيفة فلا تصل إلى سمعه، وكان نظره أعلى بكثير من قامتي الصغيرة فلا يراني، لكني كنت … لقراءة المزيد
لم يكن مفاجئاً إقدام المجلس العسكري الانتقالي أو “الانقلابي” في السودان، في 3 حزيران/يونيو الجاري، على فض اعتصام القيادة العامة بالقوة، مع ارتكاب فظاعات إرهابية (قتل واغتصاب ورمي الجثث في النيل واقتحام المشافي ومحاصرتها .. الخ)، وهي فظاعات اعتاد “الجنجويد”، الذين يشغل زعيمهم، محمد حمدان دقلو، منصب نائب رئيس المجلس العسكري، على ممارستها ضد … لقراءة المزيد
غالباً ما يقف النظر إلى العنف السياسي عند اعتباره وسيلة قسرية لضبط المحكومين وإرغامهم على قبول ما لا يريدون. خط النظر هذا بسيط، ينطلق من السلطة السياسية صاحبة القوة وسيدة العنف، ويستقر عند خضوع المحكومين، بوصفه النتيجة الحزينة للعنف السياسي. على هذا الخط تكثر الكتابات التي لا تجتهد بأكثر من .. لقراءة المزيد
في سجن تدمر، كان حسين يكرر، بعد كل ذروة من ذرى الخوف، أو كل بعد قسوة عارية تحل علينا: “لا بأس، فهذا يزودنا بما نحكيه لأبنائنا وأحفادنا”، قبل أن يردف: “إذا خرجنا أحياء”. وكان تيسير، من ناحية أخرى، يحرص على استرجاع المواقف الطريفة التي تنشأ على خلفية ذلك الجو الرهيب، ليس فقط لكي نضحك، بل لكي … لقراءة المزيد